اقرأ واعرف قلبك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة فسلم من كل آفة تبعده عن الله وسلم من كل شبهة تعوق سيره ومن كل شهوة تعارض أمره وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ومن كل قاطع يقطعه عن الله فهذا القلب تجده في جنة معجلة في الدنيا وجنة في البرزخ وجنة يوم الميعاد .
ولا تتم هذه السلامة إلا بالتخلص من خمسة أشياء :
*من شرك يناقض التوحيد
*وبدعة تخالف السنة
*وشهوة تخالف الأمر
* وغفلة تناقض الذكر
* وهوى يناقض التجريد والإخلاص
وهذه الخمسة تحجب عن الله وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة تتضمن أفرادا لا تنحصر ولذلك اشتدت حاجة العبد إلى ذلك الرباط الذي يوصله بخالقه..
فلا تطمئن النفس إلا بخالقها فكما للجسد غذاء فالروح أيضا بحاجة الى غذاء وغذاءها في قربها من مالكهــا فكلما تقرب العبد من ربه اطمأنت نفسه وسكنت سريرته وهدأت جوارحه واستلانت للطاعة والعبودية بكل حب وشوق يأخذ صاحبه الى ملكوت الأنس ويصيره من إنسان يمشي على الأرض الى ملاك يطير من الشوق الى نور يجذبه إلى السماء أين يجد الهدوء والصفـاء محلقا بين نسمات الرضا والخضوع حينها يتجرد القلب من نجاسة الدنيا الى قداسة الروح فيتخلص من العوائق التي طالما حالت بينه وبين وصوله الى ذلك النور .
ولن يتمكن المرء من الوصول إلى هذا إلا إذا قرر ثم أصر ثم عزم ثم بادر إلى الأخذ بما يجب الأخذ به وترك ما يلزم تركه منفذا للأوامر واقفا عند النواهي .
قال تعالى :" من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجز ينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " سورة النحل
فمن ذاق حلاوة الإيمان والتي لا تتأتى إلا بالطاعة عرف
أن لا حياة لمن اعرض عن الله ولوملك العالم بأسره فهو في حسرة دائمة وارق مستمر ينغص عليه النعيم المادي تجده محسودا في الدنيا من العباد مذموما من رب العباد في الدنيا والآخرة.
كان احد السلف يقول: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه
لجا لدونا عليه بالسيوف وقال آخر: انه يمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا أنهم لفي عيش طيب. وقال آخر أن في الدنيا جنة من دخلها في الدنيا دخلها في الآخرة.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الجنة
بقوله: " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا " قالوا وما رياض الجنة قال:" حلق الذكر ".
ان قلب المؤمن الحق تجده فرحا مسرورا مستأنسا بخالقه لأنه يعلم أن مصيره بين يديه ويعلم بيقين ثابت أن لا سعادة له إلا بالقرب والأنس والتوكل عل خالقه والتجرد من كل ما يحول بينه وبين مصدر سعادته .
إننا لنجد أكثر الناس يدندن حول هاته الدنيا لكنه لم يتذوق بعد حلاوتها ولم يعرف طعمها ، كيف يعرف ذلك قلب منكوس ومغموس في الشهوات بعيد عن رب الأرض و السماوات .
ومن جهة أخرى لا يمكن للعبد الوصول الى هذه الدرجــة من الإيمان إلا بالعلم لان الجهل آفة تحول بينه وبين مراده أما حب الدنيا وإرادتها والركون إليها ليس إلا مغذيا لهذا الجهل ومؤيدا له .
أليست أول كلمــة انزلهــا الله سبحــانه في كتابه هي " اقرا" وللتأكيد على ضرورتها ذكرها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة مرات لان بالعلم فقط يدرك العبد عظمة هذا الكون وقدرة خالقه.
وعن أبي زكريا التيمي :
" بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام ، إذ أتى بحجر منقوش ، فطلب من يقرؤه ،
فإذا فيه: ابن آدم ! لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طول املك ،و لرغبت في الزيادة من عملك ، ولقصرت من حرصك وحيلك ، وإنما يلقاك ندمك لو قد زلت بك قدمك ، وأسلمك اهلك وحشمك ولا في حسناتك زائد ، فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة والندامة "
قال تعالى << أفنجل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون >> سورة القلم
وقال أيضا:<< لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون >> سورة الحشر
وقال أيضا:<< هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب >> سورة الزمر
إن الإنسان إذا انس بالدنيا وشهواتها ولذاتها وعلائقها ثقل على قلبه مفارقتها ، فامتنع قلبه من التفكير في الموت الذي هو سبب مفارقتها وانشغل باالاحلام الباطلة وغرته الأماني وألهى نفسه بالبحث عن أسباب تحقيقها من مال ومسكن و......................... " فذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ثم يطمع ان أزيد " سورة المدثر تكفي هاته الآية لوحدها إن تذكر المؤمن انه بطبعه يسكنه الطمع فعليه الحذر لان من أسباب الهلاك مؤانسة الطبع .
قال تعالى :" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب" سورة آل عمران